عندما عاد «خالد سعيد» للحياة.. فوجد والده «علاء عبد الفتاح» خلف القضبان!
خالد علاء عبد الفتاح.. هو الاسم الذي اختارته أسرة الناشط علاء عبد الفتاح لمولدهم تيمنا بـ"خالد سعيد" شهيد الطواريء.خالد أطلق أولى صرخاته اليوم الثلاثاء، بينما والده لايزال أسير خلف قضبان السجن بتهمة الضلوع في أحداث ماسيبرو والاعتداء على رجال الشرطة العسكرية والأمن المركزي، وبعدما تم رفض طلبه بإخلاء سبيله على ذمة القضية ليستقبل مولده الجديد مع زوجته.
قضية علاء، أشبه بمأساة أغريقية، فعلاء عبد الفتاح، المدون والناشط السياسي، وعضو حركة لا للمحاكمات العسكرية، والذي دافع عن شهداء ماسبيرو وطالب مع غيره من النشطاء بضرورة تقديم المتورطين في قتلهم للمحاكمة وخرج في المظاهرات المنددة بالمجزرة، فوجئ بالنيابة العسكرية تستدعيه ذات يوم، بتهمة الاعتداء على رجال الشرطة والجيش العزل أثناء وقوع الحادث!
علاء رفض منذ البداية أن يجيب على أسئلة النيابة العسكرية، من منطلق رفضه للمحاكمة أمام أي جهة سوى قاضيه الطبيعي، ورفضا منه لتقديم المدنيين للمحاكمات العسكرية، قبل أن تنكسر أمامه إرادة وبطش "المجلس العسكري" ويتقرر تحويل قضيته إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارئ.
إلا أن أمن الدولة العليا، بتاريخها العظيم، لم تكن أرحم من النيابة العسكرية، وأصرت على الإبقاء على علاء محبوسا على ذمة القضية، رغم الضغط الشعبي المطالب بالإفراج عنه، ورغم دخول والدته في إضراب مفتوح عن الطعام، ورغم قرب وضع زوجته لمولودهما الأول، الذي قرر علاء من خلف القضبان أن يسميه "خالد" تيمنا باسم خالد سعيد.
خالد، تنسم هواء بلاد والده اليوم لأول مرة، فوجده هوائا عكرا متربا خانقا، ووجد أن الشمس غائبة منذ أسابيع، منذ غيب والده خلف القضبان.
خالد في انتظار أن تفتح له النوافذ، وأن يستنشق هوائا نقيبا مليئا بالحرية، بين أحضان والديه معا.
